إبن الشيطان
نظم أحد الكهنة خدمة لزيارة إخوة الرب في إحدى القرى. وفي يوم الخدمة فوجئ بأحد الخدام يتكلم مع شاب معروف عنه أنه بعيد عن الكنيسة ويتعاطى أشياء كثيرة وليس فقط السجائر. ثم اقترب الخادم من أبونا وطلب منه أن يأتي هذا الشاب معهم ليروح عن نفسه، ولعله يقترب من الكنيسة. فاعترض الكاهن لئلا يسبب عثرة بكلامه ورائحته أثناء الخدمة، ولكن ظل هذا الخادم يلح على أبونا ويترجاه حتى وافق الكاهن، ولكن اشترط أن يصطحب هذا الشاب، فيرافقه خطوة بخطوة لئلا يتعب أحدًا من الخدام، وكذلك أثناء الزيارات يدخل هذا الشاب مع الكاهن، فيتكلم الكاهن فقط حتى لا يُعثِر هذا الشاب أحدًا بكلامه.
وصل الكاهن والخدام إلى القرية، وتحركت مجاميع لزيارة العائلات المحتاجة. اصطحب الكاهن هذا الشاب، وفي كل زيارة كان الكاهن يدخل ويتكلم، أما هذا الشاب فكان يحمل أكياس البركة التي تُوَزَّع على الأسر فيعطي إحداها لهذه الأسرة.
عند باب أحد الأُسَر بعد طرق الباب سمع الكاهن والشاب صوت إمرأة عجوز من الداخل تقول:
قال الشاب لأبونا:
-
“أدخل انت لأنك أكيد إبن ربنا، أما أنا فابن الشيطان”.
دخل الكاهن وأخذ يتكلم مع هذه السيدة العجوز التي كانت عمياء، وبعد حديثه الروحي معها دخل الشاب المرافق له وأعطاها كيس البركة.
قالت السيدة:
-
“أنا سمعتك يا ابني بتقول أنا ابن الشيطان. لأ إنت ابن ربنا. أنا حلمت امبارح إن ابن ربنا هايجيني ويديني كيس بركة”.
رد الشاب عليها وقال:
-
“أنا ابن الشيطان، أنا بعيد عن ربنا، وبعمل حاجات وحشة”.
قالت السيدة:
-
“لأ يا ابني إنت ابن ربنا … تعالَ قرَّب مني”.
إقترب الشاب وسلَّم على هذه السيدة، فأمسكت يده وقبَّلَتها. فارتعشت يد الشاب، وأسرع خارجًا من البيت، إذ لم يحتمل ما فعلته هذه السيدة المباركة معه.
بعد انتهاء الزيارات في القرية، عاد الكاهن ومجموعة الخدام الذين معه، والشاب المرافق إلى مدينتهم. ركبوا القطار، وحاول الكاهن أن يسند رأسه ويستريح لأن المسافة طويلة.
أما الشاب فجلس وحده وقد اهتز كيانه كله بعد أن قبَّلت هذه السيدة يده وقالت له: “إنت ابن ربنا”. إسترجع كل تاريخ حياته وكل الشرور التي فعلها، وكيف يدعوه الله إليه بهذا الشكل المعجزي بأن تحلم السيدة به وهو يقدم لها كيس البركة وتناديه وتقول له: “إنت ابن ربنا”! إذًا فالله يريده رغم كل شره وشعر أن روح الله بنفسه يدعوه ليترك كل حياته الشريرة ويبدأ معه. وأسرع إلى أبونا الجالس في القطار ليقول له:
-
“أريد أن أتحدث معك الآن”.
فقال الكاهن:
-
“إني متعب الآن وأريد أن أستريح”.
فقال له الشاب:
واستأذن الشاب الجالس بجوار أبونا وجلس مكانه وقال له:
-
“هذه العجوز غيَّرت حياتي بقبلتها ليدي، كيف تُقَبِّل هذه السيدة المباركة يد إنسان شرير؟ إنها دعوة إلهية لا أستطيع مقاومتها”.
بدأ الشاب يسرد للكاهن خطاياه في توبة منسحقة دامعة وقال له:
-
“يا أبونا أنا باصرف 1000 جنيه كل شهر على السجاير وكل شئ يعدل مزاجي، والناس مش لاقية تاكل!! أنا من النهاردة مش هشرب حاجة والفلوس دي حتروح لربنا”.
بعد اعتراف وتوبة حقيقية، صلى له الكاهن وقرأ له الحِل، ووعد الشاب أبونا أن يواظب على الاعتراف والتناول، ويبدأ الصلاة وقراءة الكتاب المقدس.
زاد ارتباط الشاب بالكنيسة تدريجيًا حتى اشتهى أن يخدم الله ولو خدمة صغيرة، وتحول هذا الشاب الضائع إلى شاب تائب محب للكنيسة، بل وخادم بها.
كتاب: الاعتراف يجددني فكيف أعترف؟
اية للحفظ
“إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1يو1: 9)