الرشاش في وشنا
حدثت هذه القصة عام 2002 م في روسيا، وكان بطلا هذه القصة صديقان شابان، أحدهما بعيد عن الله وإن كان إسمًا ديانته مسيحي، أما صديقه فلاديمير فكان مسيحيًا بالحقيقة مرتبطًا بالكنيسة وأسرارها ويحيا مع الله.
حاول فلاديمير تشجيع صديقه على الحياة مع الله، ولكنه رفض وقال له:
- “سيبني أعيش ولما أبقى عجوز أبقى أرجع لربنا”.
استمر هذا الصديق في خطاياه حتى ذهب في أحد الأيام مع فلاديمير إلى عرض مسرحي بأحد مسارح موسكو. وفيما كانا يحضران العرض، دخل حوالي خمسين شخص ونادى زعيمهم الحاضرين أن لا يتكلم أحد أو يتحرك من مكانه، وكانوا ثماني مائة مشاهد. وأعلن الزعيم أنهم من الشيشان، ويطالبون روسيا بالانسحاب وإيقاف الحرب، وإلا سَيَقتُلوا جميع الموجودين، خاصة وأن المسرح ملآن بالقنابل المحيطة بالمشاهدين.
سيطر الخوف على الحاضرين بالمسرح، وبعضهم كان يصرخ والآخر يبكي، وآخرون كانوا في رعب صامتين. أما فلاديمير فكان في هدوء يرنم ترنيمة هادئة، وتعجب منه صديقه الجالس بجواره وقال له:
- “كلنا خايفين ومرعوبين وانت بترنم؟ إنتَ مش حاسس إحنا فين؟”
فأجاب فلاديمير بهدوء وقال لصديقه:
- “ماتخافش يا صاحبي، آمن بربنا واطلبه، هو هينجينا”.
- “هينجينا إزاي؟ إنتَ عارف إن روسيا مش هتستسلم للشيشان وهيخلَّصوا علينا … ده الرشاش الراجل رافعه في وشنا والقنابل حوالينا … إحنا كده هنموت”.
ردَّ فلاديمير بهدوء:
- “لو متنا هنروح السما ونفرح مع المسيح”.
صمت الصديق وهو يسمع فلاديمير وقال في نفسه:
- “فلاديمير هيروح السما، لكن أنا الغرقان في الخطايا هاروح النار طبعًا. لا يارب اديني فرصة … مش عايز أموت دلوقتي … أديني فرصة أتوب ولو آخر فرصة”.
بكى هذا الصديق كثيرًا وهو يطلب فرصة للتوبة، بل اعترف بخطاياه كلها أمام الله، وطلب فرصة أن يحيا ليقابل أب اعترافه ويتناول من الأسرار المقدسة.
مرَّت الساعات ثقيلة، وانقضت ثلاث ليالي والجميع في هذا الرعب، إلى أن قررت روسيا اقتحام المكان بالقنابل المسيلة للدموع، فهاج الشيشان وقرروا تدمير المكان وقتل كل الموجودين. وتقدم أحدهم وأمسك بقنبلة، وكان بجوار فلاديمير وصديقه، فخاف الصديق جدًا وجرى من أمامه وهو يقول الصلاة التي سمعها من فلاديمير وهي:
- “يا ربي يسوع المسيح أعني أنا الخاطئ”.
لم يشعر هذا الصديق بشئ بعد هذا، ولكنه أفاق فوجد نفسه يرقد في المستشفى الرئيسي بموسكو، ووجد بجواره صديقه فلاديمير الذي قال له:
- “حمد الله بالسلامة … ربنا أنقذك بمعجزة لأن القنبلة كانت على بُعد متر منك وموتت ناس كتير، لكن ماقربتش منك كأن فيه حيطة كانت بتحميك”.
فأجاب الصديق وقال:
- “أشكرك يارب علشان نجيتني وادتني فرصة عشان أتوب وأعيش معاك بقية أيام حياتي”.
ليتك يا صديقي لا تهمل صوت الله الذي يناديك لتتوب، فهو يحبك وينتظر رجوعك إليه.
لا تتهاون يا أخي لأنك لا تعرف ميعاد انتقالك من هذه الحياة، فقد يكون اليوم هو آخر أيام حياتك، لذا قدم توبة الآن، بل في كل يوم احرص على تقديم توبتك ووعودك لله أن تحيا معه.
تدبيرك فاق العقول: الجزء الثامن.
مع سائق الأتوبيس
روت لي أخت في أستراليا القصة التالية:
“ركبت الأتوبيس ولم يكن به أحد غير السائق. رفعت قلبي إلى اللَّه ليعطيني كلمة من أجل خلاص نفسه، لكنني بقيت إلى وقتٍ ما صامتة لا أعرف بماذا أتكلم، إنما كنت أقرأ في الكتاب المقدس.
إذ بدأ يسألني عن الكتاب الذي أقرأه قلت له: إنه الكتاب المقدس.
فتح لي اللَّه الفرصة للحديث مع السائق، إذ قدمت له نبذة عن الحياة في المسيح، أما هو فقال لي أنه لا يؤمن بالسيد المسيح ولا بالكتاب المقدس ولا بالحياة الأبدية.
سألت السائق:
- هل لك أصدقاء كثيرون؟
- نعم لي أصدقاء كثيرون.
- لو أنك أُصبت بمرضٍ، كم صديق سيفتقدك في المستشفي؟
- ربما ثلاثة أصدقاء أو أربعة.
- لست أظن أنه سيسأل أحد عنك. لكن السيد المسيح وحده هو الذي نزل إلينا من السماء، محب كل البشر، يفتقدك لسلامة جسدك ونفسك وروحك. هو وحده يشاركنا مشاعرنا، ويهتم باحتياجاتنا. بدأت أتحدث معه عن السيد المسيح مخلص البشرية ومصدر سلامها وفرحها وشبعها، أما هو فلم يبالِ بكلمة مما أقول.
وإذ بلغنا المحطة التي أريد النزول إليها طلبت منه أن يطلب محبة السيد المسيح.
بعد عدة أيام، فجأة شاهدت السائق يجري ورائي وهو يشير إليّ إذ لم يكن يعرف اسمي، وإذ التقى بي قال لي:
- “إني أبحث عنكِ، فقد أردت أن تفرحي معي.
في اليوم الذي التقيت فيه معكِ أُصبت بأزمة قلبية، ونُقلت إلى المستشفي، ولم يسأل صديق واحد عني. تذكرت كلامك، فسألت زوجتي أن تحضر لي الكتاب المقدس لأبحث فيه عن صديقي ومخلص نفسي يسوع المسيح.
لقد تعرفت عليه… أحببته وتذوقت حبه.
لقد جئت أفرح قلبك بعمله معي!”
قصة واقعية من كتاب: “قصص قصيرة للفتيان”.
اية للحفظ
-
“فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموسًا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي” (رو7: 22-23)