عايزه تلاتة جنيه
أقبلت هذه السيدة نحو الكاهن وهو يقف في الكنيسة، وطلبت منه أن يعطيها ثلاثة جنيهات وذلك للضيقة الصعبة التي تمر بها. ولما عرف حالتها وشعر باحتياجها تحنن عليها وأعطاها ورقة بخمسة جنيهات.
غابت هذه السيدة فترة قصيرة ثم عادت، ووجدها الكاهن تذهب إلى صندوق العطاء تضع فيه شيئَا، فقال لها: “ماذا تفعلين؟”
قالت له: “قدسك أعطيتني خمسة جنيهات وأنا محتاجة إلى ثلاثة جنيهات، فذهبت إلى أحد المحلات وأعطيته الورقة ذات الخمسة جنيهات وأخذت خمسة ورقات كل منها فئة الجنيه، وأتيت لأضع الجنيهين في الصندوق لأجل إخوتي المحتاجين”.
تعجب الكاهن من تصرفها وقال لها: “خذي الجنيهين فقد تحتاجينهما غدًا”.
ردت عليه السيدة وقالت: “غدًا الله قادر أن يرسل لي احتياجي”.
v الله يعطينا خيراته للتمتع بها، ولكن البعض يتركون ما أخذوه ويجرون نحو ماديات أخرى ليمتلكوها، أو رغبات جديدة يحققونها.
أما أنت فليتك تتمتع أولاً بعطايا الله التي معك، وذلك بأن تستخدمها وتشكر الله عليها، فالعطية تزداد قيمتها كلما شعرت أنها هدية من الله.
من ناحية أخرى مهما كنت محتاجًا، فياليتك تشعر بالآخرين المحتاجين لكي تعطيهم من القليل الذي معك، حينئذ تنال بركة من الله وتشبع أكثر مما كنت قبل أن تعطي.
القناعة هي استخدام كل شئ بالمقدار الذي يحتاجه الإنسان، والنفس القنوعة ترفض كل طمع لأنها مطمئنة بين يدي الله الحنون، وهي تحمي الإنسان من التعلق بالماديات وترفع قلبه إلى محبة الله وخدمة الآخرين.
قصة واقعية من كتاب: “معًا كل يوم”: الجزء الأول
فقط من إسمها!
يوستينا فتاه جميلة لم يزد عمرها عن ستة عشر عامًا، عاشت في القرن الثالث الميلادي في مدينة إنطاكية في حضن الكنيسة.
كانت يوستينا تنمو في النعمة وتزداد في الفضائل المقدسة. ثم نذرت بتوليتها للرب يسوع، وكانت لا تخرج من بيتها إلا للصلاة في الكنيسة كل أحدٍ. وفى أحد الأيام وأثناء ذهاب يوستينا إلي الكنيسة رآها شاب إنطاكي يدعي أغلايدوس فانبهر بجمالها وأحبها ورغبها زوجه له، وتقدم يطلبها من والدها.
إتجه والدها إليها ليسألها عن رأيها ولكنها أجابت بالرفض لأنها نذرت نفسها للرب يسوع. عندما عرف أغلايدوس برفضها له حاول إقناعها مرة بالوعد ومرة بالتهديد ولكن دون فائدة.
فكر الشاب في حيلة حتى تغير رأيها، فذهب إلى ساحرٍ أفريقي كان موجود بالمدينة اسمه كبريانوس وأخبره بما حدث معه، وعن رفض يوستينا له وكيف أنه متعلق بها. أجابه الساحر قائلاً: “ثق أن هذه الفتاه ستكون لك”.
بدأ كبريانوس بالأعمال الشريرة ضد يوستينا العفيفة، ولكن لم يستطع الشيطان الاقتراب منها لأنها كانت دائمة الصلاة، وعندما كانت ترشم نفسها بعلامة الصليب كان الشيطان ينحل أمامها. فغضب كبريانوس من عجزه وقال: “إن لم تقدروا على تلك الفتاه فإنني سوف أترككم وأعبد إله تلك الفتاه لأنه يبدو أنه إله قوى”.
فجاء إليها الشيطان بحيله أخرى في صورة إحدى العذارى تدعوها للزواج تنفيذًا لوصية اللَّه: “أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض”، لكن يوستينا أدركت بالنعمة الإلهية أنها حيلة من إبليس فرشمته بعلامة الصليب فهرب من أمامها، أما هي فسكبت نفسها لتصلي.
لم يهدأ بال الشياطين بل حاولوا مرة أخرى لإقناع الساحر كبريانوس لئلا يتركهم ويتبع إله القديسة، فظهر واحد منهم في شكل القديسة نفسها وبنفس زيَّها وذهبوا إليه ليبشروه بذلك الخبر.
دخل الشيطان عليه فقام الساحر يرحب بها قائلاً: “مرحبًا بسيدة النساء يوستينا”، فما أن نطق اسم القديسة يوستينا حتى انحل الشيطان وفاحت منه رائحة كريهة، فسقط الساحر وعلم أنها من حيل الشيطان، وآمن بالمسيحية وبالمسيح إله يوستينا، وقام وحرق كتب السحر.
قاموس آباء الكنيسة وقديسيها
اية للحفظ
✝ “لأن معنا أكثر مما معه. معه ذراع بشر ومعنا الرب إلهنا ليساعدنا ويحارب حروبنا” (2أخ32: 7-8)