كان يمكنها أن تقفز

منذ سنوات قليلة تحطمت طائرة في مقر الإقلاع والهبوط في فيلادلفيا، واشتعلت فيها النيران. فأسرعت المضيفة “ماري هوسلي” Mary Housley ، والتي تبلغ من العمر 24 عامًا إلى باب الطائرة وفتحته، وبدأت في مساعدة الركاب للخروج.

وفيما كانت مستعدة للقفز، صرخت سيدة على الأرض قائلة: “طفلي … طفلي!” فما كان من “ماري هوسلي” إلا وأن ركضت داخل الطائرة لتجد طفل السيدة. وكان هذا هو المشهد الأخير الذي شوهدت فيه حية، ففي وسط الحطام وجدوا جثة “ماري” فوق جثة الطفل الذي حاولت أن تنقذه، والبالغ من العمر أربعة شهور.

وعندما نشرت مجلة هذه القصة، كان التعليق الموجود أسفل صورتها يقول: “كان يمكنها أن تقفز”.

كان يسوع يمكنه أن يتحرك، وكان يمكنه أن ينزل عن الصليب، وكان البعض سيؤمنون به لو كان قد فعل ذلك، ولكننا نحن نؤمن به لأنه لم ينزل. لقد ظل على الصليب لُيبيِّن لنا محبة الله، لو كان قد نزل عن الصليب لكان معنى ذلك أن هناك حدَّا لمحبة الله، وأن هناك شيئًا لم تكن محبة الله مهيأة لاجتيازه من أجلنا، وأن هناك خطًا لا تتعداه محبة الله. ولكن لأن يسوع قد سار الدرب كله ومات على الصليب، فهذا معناه أنه ليس هناك حدًا لمحبة الله، وأنه ليس هناك شئٌ في الكون كله لا يمكن لمحبة الله أن تجتازه من أجلنا، وأنه ليس هناك شئٌ، ولا حتى الموت على الصليب، يمكن أن تَرفُض محبة الله أن تحتمله من أجلنا.

كتاب: لماذا جاء المسيح؟

اية للحفظ

“لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا. لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديًا” (٢ كو ٤ : ١٦ – ١٧)