“مختل العقل” ام “مظلم النفس”

كثيرآ ما سمعنا المجتمع المصري يسرع عن تشخيص ارهابي بعد ارهابي بانه مختل العقل.
تعالوا معآ ننتروي ونفحص هذا التشخيص في ضوء روح الله من خلال آباء الكنيسه والعلم الحديث.
اجتمع معظم آباء الكنيسه القديسين وعلم النفس الحديث علي ان العقل هو هبه من الله الي الانسان يميزه عن بقية المخلوقات. وهو احد القوي الثلاثه الرئيسيه التي تتصف بها النفس البشريه المخلوقة علي صورة الله ومثاله. هذه الصفات الثلاث هما العقل والمشاعر والاراده.
اما العقل فهو ما يعطي الانسان القدره علي التفكير والتخطيط والتدقيق والاختيار والإدراك والتنفيذ. وقد أعطي الله هذه القدرات الفكريه لكي ما يدرك وجود الله ومحبته له ويتعمق علي قدر استطاعته في معرفته الالهيه التي تفوق كل عقل حتي تستنير النفس بمعرفة الله خالقها.
اما المشاعر فهي ما تعطي الانسان القدره علي الحب والعطاء والبذل والفرح والسلام وأعطانا الله هذه المقدره لكي ما نحبه ونسبحه ونستمتع بالعشرة معه في ابتهاج ومع جيراننا واخوتنا في الإنسانيه في سلام وامان وطمأنينه.
وأما الاراده فهي القوه الثالثه من قوي النفس البشريه المخلوقة علي صورة الله ومثاله وهي القوه التي تمكن الانسان ان يعلن بكامل ارادته انه يستطيع ان يسيطر علي غرائزه المائلة اكثر الي الجنس الحيواني او الغير آدمي مثل غريزة العنف والقتل او الجنس. وبالتالي اذا ما سيطر علي غرائزه الجسدية يصير إنسانا روحانيا مشابها لخالقه .
اذن في ضوء هذا التشريح في النفس البشريه نجد ان الإرهابي الذي يفكر ويخطط ويدبر وينفذ خطته الارهابيه بكل دهاء لا ينقصه من العقل المفكر شيئا يوصفه بانه “متخلف عقليآ” إنما ما ينقصه بالحق هو استناره نفسه بنور الله التي قد أظلمت من عدم استخدام العقل تجاه معرفه خالقه والتشبه به. وهذا ما أدي الي ان تختل بقية قوي النفس. فماتت المشاعر الطيبه مثل الحب والفرح واستبدلت بالكراهية والحقد والغضب وأنحرفت بل انحدرت الاراده الي مستوي غير آدمي اقل من الحيوان ليقتل اخيه الانسان المسالم الذي يعبد الله في سلام واطمئنان.
اذن فالتشخيص الصحيح للارهابي ليس هو انه “مختل العقل بل هو “مظلم النفس”
فنحن نصلي من اجل القاتل ليس من اجل تخلفه العقلي إنما من اجل ان تستنير نفسه المظلمه بمعرفة السيد المسيح عن طريق شهادة دماء ابونا المحبوب لدينا جدآ القمص ارسانيوس وديد والذي قدم لله نفسآ جميله مزينه بنور معرفته حتي استحق ان يكون شهيدآ يعكس صورة الله المذبوح من اجله.
طوباك يا أبانا القديس ابونا ارسانيوس
أكسيوس أكسيوس أكسيوس
وعزاؤنا البالغ لتاسوني مرثا ولكل الأسره والكنيسه.