هزعل منك يارب
إعتاد هذا الكاهن أن يغلق تليفونه المحمول (الموبايل) عندما يبدأ في تلقي الاعترافات، وهذا الأمر كان معلومًا لأحبائه المقربين، وبالتالي لم يكن أحد يحاول الاتصال به في هذه الفترات.
دخل طفل في المرحلة الابتدائية ليعترف عند هذا الكاهن، وبعد الاعتراف قال للكاهن إن أبي قد اشترى لي تليفونًا محمولاً، فهنأه الكاهن. ثم طلب هذا الطفل من أبونا أن يأخذ رقم هذا التليفون الجديد ويسجله عنده في تليفونه، فحاول الكاهن الاعتذار لضيق الوقت حتى لا يتعطل باقي المعترفين، ولكن الطفل بدالة البنوة ألحَّ عليه. ففتح الكاهن تليفونه ففوجئ بأن زوجته تتصل به، وعندما ردَّ عليها فوجئ بأنها في ورطة شديدة، إذ قد صدمت سيارتها بسيارة أخرى وأطفالها معها يبكون وهي محتاجة له بسرعة.
أسرع الكاهن إلى زوجته فوجدها مخطئة، واجتمع عليها ركاب السيارة الأخرى يوبخونها بشدة والأطفال يبكون وهي في حيرة، ولكن عندما رأوا الكاهن وعرفوا أنه زوج هذه السيدة هدأوها وتنازلوا عن كل شئ واعتذر لهم الكاهن، إذ اكتشف أنهم مسيحيون، وشكرهم هو وزوجته.
بعد العودة إلى المنزل، إستفسر الكاهن عن تفاصيل الحادث، فقصَّت عليه الزوجة التفاصيل وكيف أنه لم يكن عندها جواب بعد أن أخطأت في هذا التصادم، ولكنها طلبت الله بسرعة لينقذها واتصلت به.
فقال لها الكاهن:
-
“كيف اتصلتِ بي وأنتِ تعلمين أني أثناء الاعترافات أغلق تليفوني؟”
فقالت له:
-
“لم يكن أمامي إلا الالتجاء إلى الله ليعمل المستحيل ويوصلني إليك بأي شكل، بل في عتاب البنوة قلت له بالحرف الواحد: “هزعل منك يارب إذا موصلتنيش لأبونا”.
فحكى لها الكاهن كيف أنه اضطر تحت إلحاح الطفل أن يفتح تليفونه ليسجل رقمه، وعندما فتح التليفون فوجئ بها تتصل به. فشكر الجميع الله الذي يعمل المستحيل لإنقاذ أولاده.
التجئ إلى الله في كل احتياجاتك وخاصة عندما تقع في مشاكل، فهو يحبك وينتظر صلواتك ومستعد أن ينقذك من جميع مشاكلك المادية والروحية ويخلصك من جميع خطاياك.
إن تعب ذهنك في إيجاد الحلول ولم تصل إلى شئ، فثق أن إلهك عنده حلول أخرى، وهو بأبوته لن ينساك ويحول كل شئ لإنقاذك من مشاكلك حتى لو كنت مخطئًا، فهو بحنانه يستر عليك.
تدبيرك فاق العقول: الجزء الخامس.
ها أمنعه ييجي تاني!
إعتاد الخادم أن يزور هذا الشاب ويطلب منه الحضور إلى مدارس التربية الكنسية في كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا، وكان الشاب كل مرة يعتذر بأسباب كثيرة واهية.
لم ييأس الخادم واستمر مواظبًا على افتقاده، وفي كل مرة يسمع نفس الإجابة، ولكنه لم ييأس وظل يصلي من أجله.
سئم هذا الشاب من كثرة افتقاد الخادم له وقال في نفسه:
-
“ألا يفهم هذا الخادم من كلامي إني لا أريد أن أحضر؟ فلماذا يفتقدني كثيرًا؟”
وفيما هو يفكر في هذا الكلام وهو واقف في شرفة منزله، رأى خادمه مقبلاً من أول الشارع، فخطرت على باله فكرة لمنع هذا الخادم من التفكير في افتقاده مرة أخرى.
أسرع الشاب إلى الحمام ليملأ جردلاً بالماء، وانتظر عند الشرفة حتى وصل الخادم في مكان تحت الشرفة فسكب الماء على رأسه! رفع الخادم نظره فرأى هذا الشاب الذي دخل من الشرفة وهو متأكد من نهاية هذه القصة.
إلا أنه فوجئ بعد دقيقتين بجرس الباب يطرق ففتح ليجد خادمه وثيابه مبللة ويتقاطر منها الماء، ووجده يسأل عنه منتظرًا حضوره إلى الكنيسة، فخجل الشاب جدًا من نفسه وبدأ يستجيب لهذه المحبة التي تفوق كل عقل.
إن شعرت أن النفوس التي تخدمها هي أمانة أوكلك عليها الله، ستبحث عنها بكل اهتمام وتتعب وتضحي مهما كانت المشقات حتى ترضي الله الذي وهبك هذه الخدمة.
وإن شعر كل أب وأم أن أولادهم هبة من الله، فسيهتموا بتربيتهم ويحتملوهم بطول أناة مهما تعبوا.
عندما يرفض الناس محبتك وخدمتك، فلا تسرع بالحكم عليهم أنهم قساة القلوب، فقد يكون رفضهم لأجل ظروف قابلوها أو عثرات أو حروب شديدة من الشيطان، ويحتاجون لطول أناتك وصلواتك.
إعلم أن المحبة المستمرة تفتت الصخر واحتمال المواقف الصعبة يؤثر في القلوب مهما كانت بعيدة.
قصة واقعية من كتاب: “معًا كل يوم: جزء 1”.
اية للحفظ
-
“شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني” (نش2: 6)