العربية طارت

عاشت هذه الأسرة: الأم والأب والابن والابنة في محبة وسلام. وكانت الأم مرتبطة بالكنيسة وأسرارها واجتماعاتها وخدمتها فاهتمت برعاية أبنائها وتنشئتهم في الكنيسة ومدارس الأحد.
‏مرت السنوات، والإبن والإبنة مرتبطين بالكنيسة، ولكن عندما التحق الإبن بالجامعة بدأ ينشغل عن الله ويهمل علاقته به، وانشغل بعلاقات مع الجنس الآخر، وشرب السجائر، وقضاء أوقات طويلة مع أصدقائه، فكان لا يعود إلى بيته إلا في ساعات ‏متأخرة من الليل.
‏حاولت أمه إرشاده ورعايته، ولكنه كان يرفض ويلتجئ إلى الكذب ليخفي ما يفعله أو يحقق ما يريده، ولكن استمرت صلوات الأم بحرارة من أجله.
‏أهمل أيضًا هذا الشاب دراسته حتى رسب في الجامعة، أما ارتباطه بالخدمة فظل يضعف حتى توقف، ولكن استمرت الأم تصلي، متشبهة بالقديسة مونيكا أم القديس أغسطينوس، وظلت تنبه إبنها حتى لو كانت ردود أفعاله عليها سيئة، وكانت تذهب إلى أب اعترافها ليشجعها رغم كل ما تعانيه.
‏في أحد الأيام، كان هذا الشاب يقود سيارته في منطقة شيراتون المطار بالقاهرة، فإذ به يفاجأ بسائق يقود سيارته في الاتجاه المضاد له ومقبل عليه، وحاول الشاب تفاديه فانحرف نحو الرصيف واصطدمت سيارته اصطدامًا شديدًا مما أدى إلى انفجار العجلتين الأمامية والخلفية اللتين اصطدمتا بالرصيف. ‏وفجأة وجد السيارة قد طارت في الهواء، وانقلبت لتسقط في حفرة عميقة بجوار الرصيف عمقها سبعة عشر مترًا.
‏صرخ الشاب في هذه اللحظة وقال:
v “يا عذراء”!
فوجد نفسه داخل سيارته في الحفرة، وشعر بآلام شديدة في ظهره وبعض الكدمات في جسمه. استطاع أن يخرج من السيارة ويصعد من الحفرة إلى سطح الأرض، فشكر الله جدًا لأنه أنقذه ومازال حي.
‏اتصل هذا الشاب ببعض أصدقائه، الذين اسرعوا إليه ونقلوه إلى منزله. وأخبر هذا الشاب والده بما حدث، ولم يرد أن يقلق والدته لأنه يعرف محبتها الشديدة له واهتمامها به.
عادت الأم إلى المنزل، وفوجئت بما حدث، فشكرت الله وأمنا العذراء لأنها في نفس وقت سقوط السيارة في الحفرة كانت تصلي ليحفظ الله إبنها ويعيده بالسلامة الى بيته، وتشفعت بأمنا العذراء لتحفظه.
‏تم عمل الفحوصات الطبية لهذا الشاب، وكانت النتيجة كدمات في الظهر وبعض في الجسم، أما كل الجسم فكان سليمًا، وارتفعت صلوات الشكر لله.
‏استغلت الأم هذه الفرصة لتوجه ابنها ليعود إلى حياته الروحية الأولى، واستجاب بسرعة وقدم توبة لله.
‏بعد أن تعافى من آلامه الشديدة، عاد إلى الكنيسة وارتباطه بالاعتراف والتناول، وترك شرب السجائر وكذلك الكذب، وكل الانشغالات العالمية، مقررًا أن يحيا لله حياة جديدة.
‏إرتبط بخدمة جديدة، وواظب عليها بكل اهتمام، بل أكثر من هذا إهتم بحضور الخلوات الروحية يتمتع بالوجود مع الله، الذي عجز لسانه عن أن يشكره، وبدأ يتذوق حلاوة جديدة في عشرة الله.
‏جيد أن تكون متزنًا في قيادة سيارتك، ولكن قد تقابلك أمورًا لا تتوقعها، فكيف تواجهها؟ ليس أمامك حلاً سوى أن تطلب إلى الله سريعًا لينقذك، وهنا تتجلي قوته القادرة على كل شيء.
لا تنزعج من المخاطر المتوقعة لأن يد الله تحميك، حتى وإن دخلت في التجربة مثل الثلاثة فتية عندما ألقوهم ‏في أتون النار، فالله قادر أن يحفظك داخل التجربة وينقذك منها لتمجده ولتلتصق به وتحيا له.
تدبيرك فاق العقول: الجزء السابع.

الحاج التائه

هي سيرة القديس بولس (الواضح) بن الرجاء.
كان يدعى الواضح، وبعد إيمانه بالمسيح اختار لنفسه اسم “بولس”، لأنه صار شبيهًا ببولس الرسول من جهة اختياره للإيمان بعد مقاومته له. هي سيرة القديس بولس (الواضح) بن الرجاء.
كان يدعى الواضح، وبعد إيمانه بالمسيح اختار لنفسه اسم “بولس”، لأنه صار شبيهًا ببولس الرسول من جهة اختياره للإيمان بعد مقاومته له.

فقد اشترك في قتل مسيحي، وإذ ذهب ليحج ضل الطريق في طريق عودته وصار في قلق شديد وحيرة.
وإذ به يرى فارسًا يظهر له فطمأنه وأخذه على جواده خلفه ووجد نفسه بعد دقائق في فناءٍ فسيحٍ. هناك نام الواضح بعد أن اطمأن أنه داخل كنيسة، إذ رأى “القناديل” موقدة أمام أيقونات القديسين.
وفي الصباح المبكر إذ دخل بواب الكنيسة كعادته لينظفها رأى الواضح فظنه لصًا، وأراد أن يستغيث، غير أن الواضح روى له قصته. وإذ رأى أيقونة الشهيد أبي سيفين عرف أنه هو الذي ظهر له، وانه جاء به إلى كنيسته ببابليون.
إلتقي بكاهنٍ شيخ وأصرّ أن ينال المعمودية ويسمى بولس. وقد تعرض لمتاعب كثيرة لكن الرب أنقذه.
ثم ذهب إلى برية شيهيت وترهب بدير القديس مقاريوس الكبير. وإذ نما في النعمة جدًا سامه البطريرك قسًا، فتعرض لمتاعب من العربان.
ذهب إلى كنيسة الأمير تادرس ببلدة صندفا، وصار يخدم هناك لمدة عامين بكل أمانة حتى تنيح حيث دفن في مقبرة وجدت داخل الكنيسة.
قاموس آباء الكنيسة وقديسيها.

اية للحفظ

✝ “هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طرقه فيحيا” (حز18: 23)