تبسيط لمفهوم القيامة في حياتنا

 
كتير بنتكلم عن القيامة باعتبار انها اكبر أعيادنا. لكن احيانآ عند البعض مش بتعمل حاجة في حياتنا العملية!
اسمحولي أتكلم معكم ببساطة المره دي وبلغة عامية كده من غير تكليف !
القيامة عكس الموت، صح ؟
وكلنا فاهمين الموت عشان مفيش حد ماسمعش عنه، صح؟
اكتر حاجة بتؤلم في الموت هي ايه؟أكيد الفراق وعدم وجود الميت قدامنا، وبالتالي عدم المقدرة علي رؤية هذا الشخص الغالي.
سامحني ان كنت متألم بسبب فراق حبيب، لكن ده اللي ممكن يخلي موت هذا الحبيب له معني وقيمة في حياتك.
ده اللي هايفهمنا ان علي مستوي الروح كمان الموت هو فراق الحبيب خالقها، كونك مش لاقيه، مش شايفه روحيآ قدامك، مش موجود في حياتك.
اذن الموت الروحي هو عدم المقدرة علي رؤية شخص ربنا الغالي علي نفوسنا.
حتي لو كنت مش حاسس انه غالي، لكنه بالنسبة لاعماق نفسك هو غالي جدآ، لانه هو اللي خالقها علي صورته ومثاله، وهي من جواك بتصرخ وتقول: “نفسي اشوف الغالي علي ..اللي بحبه.. اللي خلقني.. اللي انا حته منه.. اللي بيحبني أعظم حب .. اللي اتولد فقير وأتألم ومات عشاني..”
زي بالظبط عروس النشيد اللي طالعة تدور عليه وتقول: “إنّي أقومُ وأطوفُ في المدينةِ، في الأسواقِ وفي الشَّوارِعِ، أطلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفسيطَلَبتُهُ فما وجَدتُهُ.” نش٣: ٢
ولكن يجي خبر القيامة ويقول “المسيح قام .. بالحقيقة قام !”
“ايه ؟! .. يعني ايه ؟! .. يعني اقدر اشوفه؟ .. اقدر أكلمه؟ .. اقدر استمتع بوجوده ؟”
“ايوه .. تمام زي بالظبط رؤية اي غالي عند لقاؤه بعد فراق طويل ! هي دي الفكرة !”
نيجي للتطبيق العملي:
الله حي جوانا، لكن لما بنتركه من اجل الخطية من اجل رغبة معينة زي رغبة حب مديح الناس، او رغبة الإحساس بالأهمية او السلطة او الغني او اللذة الجسدية سواء بالاكل او بالجنس وخلافة، الخطية أو الرغبة دي بتبقي حاجز بيننا وبين ربنا جوانا فيختفي عننا وبفقدانه نبقي زي الميتين او هو اللي بالنسبة لينا ميت، مش شايفينه، مش مشتركين معاه في الحياة، مش قادرين نتكلم معاه وبنبقي في حالة حزن داخلي علي فقدان الحبيب.
ولكن بالقيامة ربنا قال لنا: انا قائم.. انا حي.. انت ممكن تشوفني تاني انا موجود جواك .. انا مش ممكن أتغلب من الموت وابقي مدفون في قبرك الداخلي تعالي بس وشوف !”
علشان كدة تلاحظوا ان في كل قصص ظهورات السيد المسيح بعد القيامة تلاقوا ان الناس ماكانوش شايفينه او واخدين بالهم انه هو اللي قدامهم وبيكلمهم. يعني المجدليه مثلا كانت فاكراه البستاني ولما ادركت قيامته قالتله “ربوني الذي تفسيره يا معلم” وبطرس يقول عنه الانجيل انه لما بص في القبر الفارغ “رأي فآمن” وتلميذة عمواس لما اتناولوا من إيديه “انفتحت أعينهما وعرفاه” والتلاميذ في المركب معرفوهوش الا لما يوحنا صرخ وقال “هو الرب” إذن القيامة الروحية هي كمان لما ندرك انه حي جوانا وأننا ممكن نشوفه ونتكلم معاه.
وده بيحصل لما نموت جوانا الخطية و رغباتها اللي قلنا عليها.
كل لحظه جوانا دعوة لإماتة الخطية ورغباتها جوانا ولما ده يحصل نقدر نشوفة جوانا ونستمتع بالقيامة.
كدة بقي نقدر نفهم الآيات دي
“لنعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهين بموته” في٣: ١٠
يعني علشان نعرف انه حي وموجود وقائم جوانا لازم نشترك في آلام رفض الخطية ورغباتها جوانا ونكون مائتين زيه عن الخطيه فنقدر نشيل الحاجز اللي يفصلنا عنه فنعيش القيامة في حياتنا اليومية.
كذلك:
لأنَّهُ إنْ عِشتُمْ حَسَبَ الجَسَدِ فستَموتونَ، ولكن إنْ كنتُم بالرّوحِ تُميتونَ أعمالَ الجَسَدِ فستَحيَوْنَ.”
‮‮روميَةَ‬ ٨: ٣١
يعني الموت الحقيقي هو العيشة بحسب الجسد والخطية اما القيامة والحياه فهي إماتة أعمال الجسد والخطية.
وكمان أية:
“كذلكَ أنتُمْ أيضًا احسِبوا أنفُسَكُمْ أمواتًا عن الخَطيَّةِ، ولكن أحياءً للهِ بالمَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا. إذًا لا تملِكَنَّ الخَطيَّةُ في جَسَدِكُمُ المائتِ لكَيْ تُطيعوها في شَهَواتِهِ، ولا تُقَدِّموا أعضاءَكُمْ آلاتِ إثمٍ للخَطيَّةِ، بل قَدِّموا ذَواتِكُمْ للهِ كأحياءٍ مِنَ الأمواتِ وأعضاءَكُمْ آلاتِ برٍّ للهِ.”
‮‮روميَةَ‬ ٦: ١١-٣١
ربنا يعطينا جميعآ ان نستفيد عمليآ بالقيامة في حياتنا اليومية ليس فقط في الخماسين المقدسة بل في كل أيام حياتنا.
وكل سنة وحضراتكم بكل خير ونصرة وفرح في المسيح القائم.